اجتمع الاستاذ سليمان الضحيان مستشار مشروع ضريبة القيمة المضافة والسلع الانتقائية بالهيئة العامة للزكاة والدخل مع الدكتور علي بن محمد الوادعي المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين والدكتورة حصة الحسيني مديرة برنامج الغذاء المتوازن والنشاط البدني بوزارة الصحة وفريقي عمل الجانبين وذلك للتنسيق بشأن رسائل ووسائل وآليات الحملة الإعلامية للتوعية بضريبة السلع الانتقائية ماهيةً وأهميةً وأسباباً والآثار الإيجابية المتوقعة لتطبيق الضريبة خلال الأشهر القلية القادمة.
وقال الاستاذ الضحيان يهدف هذا الاجتماع لتفعيل دور ضرائب السلع الانتقائية التي اقرتها دول مجلس التعاون ومنها السعودية للحد من استهلاك السلع الضارة على الصحة وما يترتب عليها من مشاكل صحية واجتماعية ونفسية واقتصادية وبيئية، مبيناً أن السلع الانتقائية التي تم اقرار الضريبة عليها حالياً هي منتجات التبغ والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة وأضاف " شارك المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي بفاعلية في قرار ضريبة السلع الإنتقائية ضمن فريق عمل النظام الضريبي الموحد لدول مجلس التعاون انطلاقاً من حرصهم على تفعيل دور الضرائب في الحد من استهلاك ما هو ضار بالصحة لتتكامل جهود مواجهة هذه السلع ومن أهمها منتجات التبغ والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة مع الجهود العلاجية والتوعوية التي أنشأت لها وزارة الصحة بالسعودية برنامجين للنهوض بهما على أكمل وجه وهما برنامج مكافحة التدخين للحد من استهلاك منتجات التبغ وآثارها، والبرنامج الوطني للغذاء المتوازن والنشاط البدني والذي يشكل الحد من استهلاك المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والمرطبات المحلاة بالسكر وآثارهم أحد أهم أهدافه.
وتابع " نرى في هيئة الزكاة والدخل عموماً ولجنة التوعية بضرائب السلع الانتقائية أن القائمين على البرنامجين خير من يقدم الرسائل التوعوية ويساهم في ايصالها للشرائح المستهدفة لتتفهم ماهية وأهمية هذه الضرائب وتتأثر بها إيجاباً بالتوقف عن استهلاك هذه السلع الضارة أو استهلاكها بكميات محدودة جداً لا تؤثر على الصحة والبيئة والاقتصاد كما هو الوضع القائم حالياً.
من جانبه شدد الدكتور الوادعي على ضرورة التعجيل بتطبيق ضريبة السلع الانتقائية لما لها من أثر ملموس كما أثبتت تجارب الدول الأخرى على انخفاض استهلاك التبغ لدى الفئات ذات الدخول المتوسطة ومادونها موضحاً أن برنامج مكافحة التدخين يعمل منذ سنوات لرفع أسعار منتجات التبغ على المستهلك النهائي من خلال فرض المزيد من الرسوم والضرائب الجمركية والضرائب الأخرى كضريبة السلع الانتقائية وذلك للحد من استهلاكها وآثارها ومن ذلك المبالغ الكبيرة التي تتحملها الدولة والمواطن في العلاج والإقلاع مبيناً أن وزارة الصحة لديها 20 برنامج لمكافحة التدخين في جميع مديريات الصحة بالمناطق والمحافظات.
واضاف " للتدخين أضرار صحية واجتماعية ونفسية متعددة تشمل المدخنين والمخالطين وشركائهم بالحياة إضافة للأضرار البيئة والاقتصادية وبات من الضروري أن يتحمل المدخنون مسؤولياتهم تجاه أنفسهم وتجاه مجتمعهم وأن يتحملوا تكاليف الأضرار الاقتصادية التي تتحملها الدولة لعلاجهم ولإقلاعهم عن هذه الآفة.
وقالت الدكتور حصه الحسيني " مكافحة المنتجات الضارة كالتدخين والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة أمر ليس بالهين حيث تقف الشركات التي تحقق المليارات من وراء ذلك حجر عثرة أمام جهود مكافحتها وتستخدم طرقاً ذكية وملتوية للترويج لها وإيقاع صغار السن والشباب في ادمانها مبينة أن رعاية شركات المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة للبطولات والأنشطة الرياضية من الوسائل المضللة والتي تبرز عكس مخاطر هذه المشروبات على الصحة خصوصاً صحة الأطفال والشباب".
وتابعت " نحن سعداء جداً بإقرار ضريبة السلع الانتقائية ونتطلع لتطبيقها عاجلاً في المملكة العربية السعودية مبينة أن مخاطر مشروبات الطاقة على مستهلكيها خصوصاً الاطفال والمراهقين دون سن الـ 18 لكونها تحتوي على كميات كبيرة من الكافيين والتاورين والسكر والتي تشكل مخاطر عالية حيث يؤدي استخدام أكثر من 100 ملجم كافيين لهذه الفئة مخاطر على القلب وكذلك استخدام أكثر من 2000 ملجم تاورين مع العلم أن كل علبة سعة 250 سم3 تشمل على 80 ملجم كافيين و 1000 ملجم تاورين ما يعني تعرض الأطفال والمراهقين لمخاطر كبيرة عند تناولهم لأكثر من علبتين يومياً وهم الفئة الأكثر استخداماً لمشروبات الطاقة.
وأضافت "وللمشروبات الغازية مخاطر متعددة كذلك حيث تعمل على زيادة الوزن، وتؤثر سلباً على الخمائر اللعابية الهامة للهضم، وتحتوي على الكافيين الذي يزيد ضربات القلب وضغط الدم والسكر وزيادة الحموضة المعدية والهرمونات في الدم وضعف امتصاص الحديد والإصابة بفقر الدم، ويحتوي الدايت منها على المحليات الصناعية التي تهدد المخ وتؤدي لفقدان الذاكرة التدريجي واصابة الكبد بالتليف، كما أن الاحماض الفسفورية المضافة تؤدي لهشاشة وضعف العظام.
يذكر أن معظم الدول فرضت ضرائب السلع الانتقائية للحد من استهلاك التبغ ومشروبات الطاقة والمرطبات التي تحتوي على السكر حيث بلغت أسعار هذه المواد أعلى بكثير مما تباع به في دول الخليج ومنها السعودية الأمر الذي استدعى المعالجة السعرية للحد من استهلاكها وآثارها السلبية وذلك في إطار نظام مكافحة التدخين الذي نص في مادته السادسة على اتخاذ التدابير السعرية والضريبية الرامية الى الحد من الطلب على التبغ .
رسم بياني يوضح العلاقة بين تكلفة السجائر ونسبة التدخين بين الافراد: كلما ارتفعت تكلفة السجائر كلما قل استهلاك منتجات التبغ خصوصا بين اصحاب الدخل المنخفض